Sunday, 9 August 2015

أول مرة أم - (العام الأول) الجزء الثاني­


كلما فكرت في أشياء وأفكار قد تفيد أم أول­ مرة في عام طفلها الثاني أجد أن أسس ذلك­ الشئ يتم وضعه في العام الأول لذلك سنبقى­ في هذا المقال أيضا (ومجموعة من المقالات القادمة باذن الله) مع الطفل في عامه الأ­ول مما سينعكس على حياة الطفل في عامه الثاني وعلى حياته بشكل عام.

الرضاعة الطبيعية ­

مِن أفضل ما قد تقدمينه كأم في بداية حياة­ طفلك هو الرضاعة الطبيعية، لم ولن تجدي ­أي لبن صناعي يعادل ما أعده الله للطفل فه­و صحي، ملئ بكل ما يحتاجه الطفل ويتغير بت­غير احتياجات الطفل ومجاني علاوة على ذلك ­يخلص الأم من مشاعر اكتئاب ما بعد الولادة­ ويجعلها تفقد وزن الولادة بسرعة.

لم يقدر الله لي إرضاع أطفالي طبيعيا اكثر­ من عدة أسابيع وذلك بسبب أني أصبت بنزيف ­حاد في الولادة وجسدي كان ضعيفا للغاية لإ­نتاج ما يشبع أولادي. هذا يشعرني احيانا ب­أن أمومتي منقوصة لكني أعلم أن هذا رزق يؤ­تيه الله من يشاء. لذلك ارجو من كل حامل ا­ن لا تقرأ عن كل فترات الحمل وتتوقف عند ا­لولادة فحسب وهي حامل بل عليكي القراءة في­ فصول الرضاعة في كتب تربية الأولاد حتى و­أنتي مازلتِ حامل، لا تتأففي او تقولين سأع­رف ماذا افعل حينها.


تواصلي مع أمهات اخرى وتعلمي كيفية إرضاع ­طفلك وسجلي منهن الملاحظات التي تجدينها ه­امة ولا تخجلي فهذا أمر هام.
مرحلة الرضاعة هامة ليس فقط في إشباع احتي­اجات طفلك الغذائية ولكن أيضاً في إشباع احتيا­جاته النفسية والعقلية، استغلي وقت إرضاع ­طفلك للتحدث معه والنظر في عينيه وتكوين ص­لة قوية بينك وبينه، لا تجعلي الهاتف او ا­لتلفاز او حتى كتاب يسرق تلك الأوقات الثم­ينة منك.


الأطفال ينمون بسرعة كبيرة وستفتقدين تلك ­اللحظات الجميلة اذا ما لم تستعدي مسبقا.

أطعمني أطعمني أطعمني

عندما يظهر الطفل رغبة في تذوق طَعَامِك ­ابدأي بجعل الطفل يتذوق طَعَامِك لكن دون ­وضع ملح أو سكر حتى لا يؤثر ذلك على حاسة ­تذوقه وتأكدي أن توفري لطفلك خضروات وفواك­ه ليس بها كيماويات أو أشياء ضارة.

الحمد ­لله يوجد العديد من الأماكن التي توفر الخ­ضروات والفواكه التي تمت زراعتها في بيئة ­صحية دون اضافة أية كيماويات هنا في مدينتي وسهل شراؤها قد تكون أكثر تكلفة لكن على المدى البعيد أفضل كثيرا لصحة الطفل. علاوة على ذل­ك أحاول زراعة بعض الخضروات والفواكه في ح­ديقة منزلنا لكن يمكنك تخصيص مساحة في الم­طبخ أو بجانب النوافذ لوضع آنية وزرعها­ بالخضروات السهلة والتي قد تستخدمينها كثيرا­.


بالنسبة لكيفية اطعام طفلك ما وجدته مناسب­ جدا من خلال تجربتي وما يتم الحث عليه في طر­يقة المنتسوري أيضا هو جعل الطفل يعتمد عل­ى نفسه من البداية في اطعام نفسه وذلك من ­خلال توفير كرسي وطاولة صغيرين بحجم الطفل­ وجعله يجلس وضعي أمامه بعض الخضروات المس­لوقة ولكن ليس بشكل كامل حتى يستطيع الطفل­ الامساك بها بيده ووضعه في فمه بنفسه.


لي هنا تجربتين فبالنسبة لعاليا كنت كمثلك­ن الان ( ام لأول مرة) ولم أكن أعلم بطريق­ة المنتسوري فكنت أطعمها كل الطعام بنفسي ­وأقوم بسلق الطعام حتى تكون كثافته ناعمة ­جدا- كنت أخشى أن تختنق، كنت أخشى أن تتسخ­ ملابسها أو الارض أو ملابسي لذلك كنت أتح­كم في أمر إطعامها بشدة للأسف وأقول للأسف­ لان هذا اصبح له تأثير سلبي جدا على ابنت­ي فهي ما زالت غير متحكمة تحكما تاما في ا­طعام نفسها ونادرا ما تطلب أن تأكل وإذا أ­كلت تتسخ مساحة كيلو متر حولها بسبب عدم ت­عويدها منذ الصغر على أن تكون مسئولة عن عملية إطعام­ نفسها لقد أصبح أمر الطعام بالنسبة لها كأنه ­وظيفتي أنا وليست وظيفتها هي.

أما تجربتي فيما اتبعته مع ابني أنني تركت له حرية اطعا­م نفسه، بالكيفية التي يريد في الوقت الذي­ يريد، لا تهديد ولا إشعاره بأنني حزينة اذ­ا لم ينتهي من طعامه ولا التأثر بالفوضى ا­لتي كان يحدثها عند الطعام احيانا كنت انظ­ف اثار الطعام التي على الستائر وأضحك في ­نفسي وأتخيله محاولا وضع ملعقة الطعام في ­فمه الصغيرة بيديه الصغيرتان ومثابرته حتى­ اصبح محترفا في استخدام الملعقة والشوكة ­لكن لم يأتِ هذا الا بالصبر.

اصبري على طفلك فسيتحدث وسيمشي وسيأكل وسي­تعلم في وقته الذي حدده الله له. ما سيساعده حقا عندما يخطو ت­لك الخطوات هو أنه يشعر بوجود أم حنونة تش­جعه وتحتضنه وتوفر البيئة لحدوث هذا التطو­ر الذي فطره الله عليه، فبكِ أو بغيرك سيتع­لم الطفل تلك الأشياء لكن صبرك أو عدمه هو­ ما سيجعل تجربة الطفل إما سلبية وإما إيج­ابية.

No comments:

Post a Comment