Thursday 5 November 2015

تساؤلات الأطفال و كيفية الأجابة عليها - إستضافة مقال

لقد حباني الله بصحبة جميلة من مختلف أنحاء العالم من الأمهات اللاتي تهتم بتربية صحية وايجابية لأبنائهن، نلتقي بشكل دائم على موقع الاتصال (واتس أب ) ونتناقش في مختلف الموضوعات. كان لنا موضوع نقاش شيق عن الأطفال والأسئلة، وقامت أخت في هذه المجموعة بعمل بحث جيد عن الموضوع فأحببت مشاركتكم ببحثها وهو عبارة عن ملخص لما قرأته من مصادر مختلفة.

هذه نبذة عن كاتبة المقال

ابتسام ميلود قاسمي: جزائرية تعيش في بريطانيا وأم لطفلان محمد أمين 4 سنوات ورحمة سنتان، ابتسام مهووسة كتب وتحب المطالعة كثيرا في علم النفس والشعر وعالم الأطفال بكل أنواعه، يمكن التواصل مع ابتسام هنا.



 تساؤلات الأطفال و كيفية الأجابة عليها

يبدأ الطفل بالاسئلة في نهاية سن الثانية حتى سن الخامسة وتكون تلك الاسئلة ناجمة عن عدة دوافع كخوف الطفل ورغبته بالاطمئنان او رغبته بالمعرفة او لجذب انتباه والديه او لسعادته انه استطاع ان يتقن الكلام والفهم وغيرها من اسباب. و قد يحرج الوالدين اثناء طرح الطفل لبعض الاسئلة عليهما ولايجدان الاجابة المناسبة للرد فيعمد بعضهم لأسكاته او اعطائه معلومات خاطئة فيقتلون تلك 
الاسئلة في مهدها ويكفون الطفل عن تكرارها.

وقد يشعر الطفل بعدم الثقة بوالديه اذا مااكتشف انهما يكذبان عليه ويعطيانه معلومات خاطئة ويلجأ للاصدقاء في اعطائه تلك المعلومات وعندما يكفانه ويمنعانه عن الاسئلة يشعر بالذنب فيكون عرضة للقلق او الخجل وزعزعة ثقته بنفسه فكل تلك الاساليب بلا شك خاطئة فمن المفترض ان لانهمل اسئلة الطفل ولا نكفه عن السؤال بل يجب ان نشوق الطفل الى المعرفة النافعة واجابته على قدر فهمه عن تلك الاشياء التي يسأل عنها وان تكون الاجابة محددة ومبسطة وقصيرة لايتطلب الامر فيها التدقيق والدخول في تفاصيل ولاتفتح للطفل الطريق الى التعمق في اسئلة اخرى.

ماذا نقصد بتساؤلات الأطفال ؟
هي استفسارات التي يعبر عنها الأطفال بصيغة استفهامية وبطرحها على الأشخاص الكبار تتطلب إجابات ومناقشة وحوار .

لماذا يكثر الأطفال من تساؤلات؟
1. رغبة في الاستطلاع والاكتشاف ·
2. حاجة الأطفال إلى فهم كل ما يحيط بهم من ظواهر وأشياء: فمثلا الطفل يرى الشمس تضئ نهارا ثم تختفي في المساء لكنه لا يفهم من أين تأتي الشمس ؟ فيكون هذا دافعا ليطرح الأسئلة.
· 3. قلق الأطفال وخوفهم من الأشياء: وذلك لعدم وجود خبرة سابقة فمثلا يخاف الطفل من الحيوانات حتى لو لم تهاجمه لذلك يسأل ويكثر من تساؤلاته لكي يشعر بالأمن.
4. نمو قدرة الأطفال اللغوية:حين يلقي السؤال تلو الأخر ليس حباً في طلب الإجابة بقدر رغبته في ممارسة اللغة والتباهي بقدراته حاجه الأطفال إلى المشاركة الاجتماعية.
· يتعلم حسن الاستماع، فعندما يسأل عن سؤال ويستمع للإجابة فهذا تدريب له على حسن الإنصات للآخرين.5.
· فرصة للتواصل والمشاركة الوجدانية بين الآباء والأبناء.6.
· تنمية ثقة الطفل بنفسه وبوالديه وتنمية احترامه لذاته.7.

لماذا يهمل بعض الإباء تساؤلات أطفالهم ؟




نلاحظ بعض الأطفال يطرحون تساؤلاتهم على الأباء و الأمهات في المنزل أو على المربين في الروضة وبذلك يتحملون مسئولية تجاه نموهم العقلي ومن أهم المبررات التي تدفع المربين لتجاهل أسئلة الطفل:
- غرابة تساؤلات الأطفال وسذاجتها.
- صعوبة تساؤلات الأطفال واتسامها بالحرج.

- تجاوز تساؤلات الأطفال لحدود قدراتهم العقلية التي تتطلب إجابات عالية التجريد والصعوبة.
- كثرة تساؤلات الأطفال تلاحقها دون انتظار الإجابة.
- التفكير في كيف توصل الطفل لهذا السؤال.

ماذا يجب على المربين اتجاه تساؤلات الأطفال ؟
تشجيع الأطفال على طرح تساؤلاتهم وذلك من خلال:
- تنوع الخبرات المثيرة أمام الأطفال من خلال لفت انتباهه لكل ما يحيطه.
- استخدام خامات البيئة في أدوات الطفل ولعبة بحيث يتيح له التساؤل والتعلم.
- تشجيع هوايات الطفل لكي تشبع حاجاته في الاستطلاع.
- الاهتمام بالقصص والكتيبات فهي تزود الطفل بخبرات جيدة تساعده على التفكير.
- استقبال تساؤلات الطفل باهتمام يجب الإصغاء للطفل حين يسأل والحذر من إهمال وتجاهل تساؤلات الطفل مهما كانت لأنها تعيد للطفل توازنه النفسي وتنمي الثقة بالنفس.
فالأسئلة مفتاح من مفاتيح المعرفة، يطرحها الكبار والصغار على من هم أعلى وأكثر خبرة في شؤون الحياة.وتكثر هذه الاسئلة عند الصغار، لاسيما في مراحلهم الأولى من الحياة، ويوجهون هذه الاسئلة الى أقرب الناس إليهم كالوالدين والإخوة والأقارب والمعلمين والمشرفين.
و نجد ايضا اتجاه الاطفال بشكل اساسي و بنسبة كبيرة للسؤال عن الأسئلة الدينية والتي قد يكون بعضها محرجاً.
وتأتي الإجابات من أفراد الاسرة وغيرهم متفاوتة، وقسم منها لا يكون مناسباً للطفل، ومن الآباء من يتهرب من الإجابة أو لا يحسن الإجابة، مما يؤثر على الطفل.

لماذا يلجأ الطفل الي الاسئلة؟
يولد الأطفال على الفطرة، فما إن تنطلق ألسنتهم بالكلام، حتى يبدأوا بالأسئلة والاستفسار عن حياتهم وعن خالقهم وعما يسمعونه من أهليهم ورفاقهم ومن وسائل الاعلام عن الملائكة والجان، وعن العبادة كالصلاة والصيام وعن رسول الله والأنبياء عليهم السلام، وعن المعاملات... إلخ، كل ذلك ليشبعوا حب الاستطلاع والمعرفة التي فطروا عليها، فالله -سبحانه وتعالى- جعل هذا الدافع للسؤال في داخل الطفل ليزداد معرفةو فهم لكل ما يحيط به.

فما هي الطريقة المناسبة للإجابة عن أسئلة الأطفال ؟
إن الرد على تساؤلات الأطفال، يجب أن يتصف بالصحة والدقة والوضوح والإقناع، فلا نقدم للطفل إجابة خاطئة أو غامضة أو غير مقنعة، وهذا لا يعني أن نطيل في الإجابة حتى تتحقق الصفات السابقة، بل نقدمها بشكل مناسب بين الإيجاز والإطالة، وتلائم عمر الطفل، فالاجابة على أسئلة ابن السادسة يجب أن تكون أقصر من الاجابة عن اسئلة ابن العاشرة وهكذا، هذا في الاسئلة التي يحتاج الجواب فيها الى افاضة وتوسع وتقديم أدلة وبراهين كما في الاسئلة عن الغيبيات، والأسئلة الحرجة، أما بعض الاسئلة فتكون الاجابة عنها محدودة تقدم لأعمار الاطفال جميعها كسؤال: كم هي عدد ركعات الفرض في صلاة الظهر؟ فالاجابة واحدة: أربع ركعات.

ويستحسن ان نفتح آفاقاً واسعة للطفل كي يسأل، ونشجعه على ذلك، ونمنحه مزيداً من الثقة والمحبة، ونجيبه عن جميع أسئلته حتى الحرجة منها فوراً، وإذا كان الأمر يتطلب مراجعة الكتب أو سؤال أهل العلم، فعلينا أن نمهله الى وقت آخر للاجابة على سؤاله، ونحرص على إجابته ولو بعد حين، لكيلا يبقى في حيرة وشك، فالمماطلة في الإجابة، تثير لدى الطفل أسئلة أخرى، وربما يبحث عن الاجابة من مصادر ثانية، قد لا تقدم له الاجابة الصحيحة الشافية، بل تقدم له الاجابة المشوشة الخاطئة، فيزداد حيرة وشكاً.
هذا في الأسرة، أما في المدرسة فالمعلم الواعي هو الذي يترك للأطفال فرصاً ليسألوا عما يخطر ببالهم من أسئلة ، فيجيبهم بشكل مناسب ومقنع، ويبدي لهم سروره بأسئلتهم ويشجعهم على ذلك.

وعندما يتلقى الأطفال أجوبة شافية كافية عن تساؤلاتهم ، ولا يجدون لدى معلمهم غضاضة في الإجابة عنها، يزدادون في طرح الاسئلة ويسألونه اسئلة حرجة قد يترددون في طرحها على أهليهم وذويهم.
فمنذ لحظة الولادة و الأم تلعب دور الوسيط بين طفلها وبين العالم الخارجي. وكلما نجحت الأم بالقيام بهذه الوساطة هيأت لطفلها الظروف الطبيعية لنموه العضوي والنفسي على حد سواء.أما الطفل، فإنه ينظر لهذه الوساطة نظرة خاصة، لا تلبث أن تتغير مع بدايات نضجه. ففي البدء ينظر الطفل لأمه (لاحقا لأبيه أيضًا) على أنها إنسان خارق، يستطيع أن يلبي له جميع حاجاته ورغباته و انه يعلم كل شئ و علينا ان نتوخي الحذر ان نقول للطفل اننا لا نعلم لان بذلك ستهتز ثقته بنا .
وكثيرًا ما يقع الأهل في مأزق الاستجابة لدور الخارق. فيقدمون لأطفالهم معلومات غير صحيحة أو لنقل غير أكيدة.ومثل هذه المعلومات، تترك آثارا بالغة السلبية على نفسية الطفل وتؤثر على نموه ونضجه النفسيين.

ذلك أن طرح الطفل للأسئلة هو دليل على بلوغه مرحلة من أهم مراحل تطوره النفسي. وهي المرحلة التي يبدأ فيها باكتساب قدرة التعبير عما يعتبره مفارقات، وإدراك المفارقة هو مرحلة هامة من مراحل تكون ملكة التفكير وتطورها. وعليه فإن طرح الطفل للأسئلة هو محاولة جادة من قبله لفهم العالم من حوله وتكوين مواقف منه،ونحن إذا قدمنا الإجابات المغلوطة لهذا الطفل فإننا بذلك نعيق هذا التطور. فنحن نجد ان الاطفال ذوالأربعة أشهر لديه لذة خاصة في إظهار قدرته على التقليد.
فيبدأ طفل العشرة أشهر بإجراء المقارنات بينه وبين أمه. و يبدأ طفل السنتين بالإكثار من التساؤلات بشكل كثيف ومحرج. يدرك طفل الـ 2.5-3 سنوات عجزه عن فهم الكثير من الحقائق فيعوض هذا العجز عن طريق التلاعب بالكلمات، أو اختراع الكلمات الجديدة التي لا معنى لها، وقد يمتد هذا التلاعب إلى ما بعد 5 سنوات. وهو قد يمتد الى إقلاب أحرف الكلمات أو غيرها من الألعاب اللغوية.وهذه اللعبة الإقلابية تدفع الطفل الى طرح المزيد من الأسئلة.

Ø     في سياق الحديث عن أسئلة الأطفال المحرجة من المفيد أن نحاول تصنيفها، حيث تختلف الأجوبة عن هذه الأسئلة باختلاف التصنيف، وإن اشتركت وتداخلت بطابع الإحراج الذي قد تسببه للأهل. ويمكن تصنيف هذه الأسئلة إلى الفئات التالية:

· الأسئلة ذات الطابع الألسني: لماذا سميت الأشياء بهذه الأسماء؟... لماذا لانغير التسميات؟... ما الذي يمكن فعله لتطويع اللغة كي تقترب من فهم الطفل؟... لماذا لانخترع لغة أخرى..

· أسئلة التموقع: وهي تتعلق ببحث الطفل عن تفسيرات لمبادئ الزمان والمكان. وفي إطارها تأتي أسئلة من أين أتينا والى أين نذهب؟ كيف يأتي الأولاد؟ وماذا يعني الموت؟ وماذا عن الكون... إلخ.

· أسئلة التمرد: وهي تتمحور حول فكرة لماذا لايسمح للأطفال بمسائل مسموحة للكبار؟ وهي تأتي على شكل محاولات تقليد الكبار أكثر منها على شكل أسئلة، مع تسببها بإحراجات للأهل.

· الأسئلة الاختبارية: وهي أسئلة يتوجه بها الأطفال لاختبار قدرات الأهل وانتقاد ما يرونه ضعفًا لدى الأهل. وهي غالبًا ما تتمازج مع مقارنات بأهل رفاق الطفل. وغالبًا ما تتمحور هذه الأسئلة حول قدرات الأهل المالية والجسدية.

· أسئلة القلق الطفولي: يتولد قلق الطفل من جهله للعالم المحيط به. من هنا تعلقه بالأهل، والأم خاصة، ليكونوا صلة اتصاله بالعالم الخارجي. وهذا ما يجعل الطفل يقلق من أن تهجره امه المصدر الرئيسي لقلق الأطفال.وكثيرًا ما يطرح الأطفال أسئلة تعوض مشاعر القلق المتنامية لديهم. ومن أكثر أسئلة القلق ترددًا لدى الأطفال نذكر الأسئلة حول غياب أحد الوالدين أو مظاهر الهجر الأخرى.

أسئلة استكشاف الجسد: وهي مرحلة تبدأ في الأشهر الأولى من عمر الرضيع. حيث يبدأ العبث بأصابع قدمه وينهمك فيها مسرورًا باكتشافه لانتماء قدمه (موضوع اللعب) إلى جسمه. وفي مقدمة الأسئلة التي يطرحها الطفل على سبيل الاستكشاف هي الأسئلة المتعلقة بالفروق التشريحية بين البنت والولد.
هذا التصنيف يمكنه مساعدة الأهل على فهم خلفية السؤال المطروح من قبل أطفالهم. فهم لا يطرحون السؤال لذاته بل أنهم يطرحونه بدافع استكشافي في محاولة للفهم. و يعد من اكثر الأسئلة احراجا هو عندما يسأل الطفل من اين اتينا, فبطبيعة الحال فإن هذا السؤال يحرج الأهل الذين ينسون أن طارح السؤال هو صفحة بيضاء وغير مدرك لحراجة السؤال أو وقعه. وهو بالطبع لا يهدف إلى تكوين ثقافة جنسية من خلاله. حيث الطفل جاهل لمبدأ الجنس أصلاً (وإن رأى المحللون أنه يعيه بصورته غير المتشكلة).
والواقع لا نستطيع أن نعطي جوابًا موحدًا تغلفه الدبلوماسية لنجيب به أطفالنا. فالطفل كائن بشري له حوافزه ورغباته وشخصيته وكيانه، وبالتالي فإن الجواب على هذا السؤال يختلف من طفل لآخر، تبعًا لمجموعة من العوامل المؤثرة في شخصية الطفل 

وهذه العوامل هي:
- عمر الطفل: هذا العامل يحدد مدى قدرة الطفل على الاستيعاب، وبالتالي فإنه يحدد أسلوب الجواب.
- جنس الطفل: عادة ما تميل أسئلة البنات إلى فئة أسئلة استكشاف الجسد
- ترتيب الطفل في العائلة: حيث يتحدد الجواب من خلال المعلومات التي قد تنتقل للطفل من إخوته.
- نوعية العلاقة بالأم: هل هي علاقة إعجاب (أوديبية) أم تمردية أو غيرها.
- مناسبة طرح الطفل للسؤال: كمثل ولادة أخ جديد، الخروج إلى المدرسة أو اللعب مع أطفال آخرين.
وقبل أن نتطرق لشرح الخطوات الواجب اتباعها، لإعطاء الجواب الأمثل لسؤال كيف يأتي الأطفال مثالاً، لابد لنا من الإشارة إلى بعض الحالات الخاصة التي تقتضي تصرفًا خاصًا لكل منها على حدة .
هذه الحالات هي:

الطفل الأصغر في العائلة: من الملاحظات التحليلية الثابتة أن صغار الأبناء لا يسألون عادة هذا السؤال (ربما لتسرب الأجوبة اليهم عن طريق الأخوة الأكبر). فإذا سأل هذا الطفل، فإن العامل الأساسي الذي يجب علينا تحديده، من أجل اختيار الإجابة المناسبة هو ما هو السبب الذي دفع بالطفل لمثل هذا السؤال ومناسبة طرحه.

- الطفل الذائب في أمه: إن مثل هذا الطفل يكون عادة عرضة للوقوع في حالة قلق لأي إيحاء يرى فيه إيذاء لأمه. وأي نقاش ذو منحى جنسي يكون بالغ الحساسية، والتأثير في مثل هذا الطفل. الأمر الذي يدعونا في بعض الأحيان إلى الإقلال من أي إيحاء أذى قد يحسه لاحقًا بالأم.كأن نتجنب الحديث عن آلام ومتاعب الحمل..إلخ. ومن المجدي أن نشرح له الأمور كي نهيئه لاستيعاب الحقيقة دون أن يطرح هو السؤال.

- الطفل الكبير: إن هذا الطفل يتوصل عادة إلى القدرة على استيعاب مفهوم المكان، وخاصة فيما يتعلق بجسده وأعضائه، كما أن هذا الطفل يكون قد اختبر قدرته الاجتماعية عن طريق الاختلاط برفاقه، وخداع هذا الطفل هو أمر صعب. إضافة الى أنه قد يكون مدركًا للمبدأ التناسلي (ولو بصورة غير دقيقة) من رفاقه. وقد يكون سؤاله بمثابة فخ للأهل. ويترك الجواب في هذه الحالة بالغ الأثر على علاقته بأهله وعلى ثقته بهم.

- طفل الأم الحامل: الذي تنتظر أمه مولودًا. إذ تتفجر لدى هذا الطفل الرغبة في التنافس بينه و بين الإخوة وبخاصة المولود المنتظر بما يرافقها من كره وغيرة... إلخ من المشاعر السلبية. التي تجعل هذا الطفل يتساءل بعدائية من أين سيأتي أو أتى هذا المخلوق الجديد؟ ومن واجبات الحامل أن تستعد وتعد طفلها للإجابة عن هذا السؤال وذلك منذ اللحظة التي تعرف فيها أنها حامل.

الخطوات الواجب اتباعها لتهيئة الطفل كي يستوعب الجواب
ركزنا على موضوع السؤال الطفلي من أين يأتي الأولاد بصفته السؤال الأكثر إثارة لتساؤلات الأهل. وإن كان لا يتمتع بذات الأهمية بالنسبة للطفل. فهو أكثر اهتمامًا بغيرته من الجنين الذي تحمله الأم. والذي سيأتي لمنافسته على حصته في اهتمام العائلة وحنانها... إلخ.
فإذا ما أردنا الحديث عن خطوات الإجابة على مجمل الأسئلة الطفلية المحرجة فإن هذه الخطوات ترتبط بتحديد العامل المحرك للتساؤل عند الطفل ومن ثم تحديد فئة السؤال في التصنيف المشار إليه أعلاه. فهل يطرح الطفل السؤال لاستكشاف جسمه؟ أم للتموقع في الزمان والمكان؟ أو بسبب القلق بعد خلاف بين والديه... إلخ.
ونعود إلى سؤال من أين يأتي الأطفال فنعرض للخطوات التالية للجواب عليه:
- محاولة إعطاء الطفل فكرة عن الموضوع قبل أن يطرح هذا السؤال. وهذه المحاولة يمكن أن تتم بطرق متعددة كأن يطرح الأهل مسألة البيض وكيفية توالد الطيور.
- تهيئة الطفل لتقبل فكرة الممارسة الجنسية وذلك عن طريق إتاحة الفرصة له لمشاهدة هذه الممارسة بين الحيوانات الصغيرة كالعصافير مثلاً. لأن الحيوانات الأكبر تمارس الجنس بطريقة عنيفة قد تنفر الطفل منها وتخيفه. ويمكن في البداية شرح هذه الممارسة على أنها لعب بين زوجين ستساعد الطفل على الاستيعاب التدريجي للموضوع كما ستساعده على طرح أسئلة أكثر ذكاء وأقل إحراجا، كأن يسأل مثلاً: هلا كنت أنا في بيضة؟ أو هل تتداعبون مثل الطيور؟ هل احتضنتني أمي كما تحتضن الدجاجة البيضة.
- يجب على الأهل عدم إظهار خلافاتهم أمام أطفالهم خاصة في السن التي يتوقعون فيها أن يطرح هؤلاء أسئلة متعلقة بموضوع الجنس. لأن إدراك الطفل لهذه الخلافات يجعله ينظر للجنس نظرة كره واحتقار ويرى فيه فعلاً عدوانيًا.

- إن تأخر الطفل في طرح مثل هذا السؤال يجب أن ينبه الأهل إلى طرح الأسئلة حول احتمال وجود مشاكل عاطفية لدى الطفل، أو معاناته من الخوف والقلق، أو عدم الثقة بالنفس وبالأخرين، أو معرفة الجواب بطريقة مشوهة من رفاقه... إلخ.
مما تقدم ندرك أن مهمتنا هي مساعدة الطفل واستفزازه لطرح السؤال وليس العكس كما يعتقد البعض.
- يجب التفكير مليا قبل الإجابة وتفادي عبارات مثل من قال لك هذا!؟ أومازلت صغيرا. او سنتكلم بعدين... (على اعتبار ان الطفل سرعان ماسينسى الموضوع).
- على الأهل أن ُيشعروا الطفل بأنه محط اهتمامهم عند طرح أسئلته وأنهم مستعدون للأخذ والرد معه فهذا له أطيب الأثر على شخصيته ونفسيته.
وبشكل عام يمكن تقسيم أسئلة الأطفال المحرجة الى ثلاث فئات رئيسية:

أسئلةدينية: كيف هو الله ؟وأين يعيش؟ ماهو الموت؟
للإجابة عن أسئلة من هذا النوع يجب أولاً أن يكون لدي الآباء حد أدنى من الثقافة الدينية تسمح لهم بنقل المفاهيم الدينية الأولية التي تفسرلأطفالهم الأمور الغيبية فماأن يكبر الطفل حتى يسمع عن الله الذي ((سيحرقه)) إذا ما أخطأ ويدخله النار فيشعره ذلك بالخوف والرهبة من الله مع أنه من المفترض أن يكون أول شعور يربطه بخالقه هو الحب والأمتنان وليس الخوف.
لذا كوني حريصة على إفهام طفلك مبكرًا أن الله هو من خلقه وأن الله يحب الأطفال كثيرًا وأنه أعطاه بابا وماما وأعطاه ايضًا الكثير من النعم وعندها سيسأل أين الله؟ عليك حينها أن تشرحي له أن الله موجود في السماء ولكنه يستطيع أن يراقبنا في كل مكان وأننا لا نستطيع الإختباء منه ولو كنا داخل صندوق وربما يسألك الطفل كيف هو الله وهل شكله مثل الإنسان ؟ أجيبيه أن الله مختلف عن الإنسان فالإنسان لا يستطيع ان يخلق إنسان ولكن الله يستطيع ذلك ويستطيع فعل أي شئ.
كيف يرانا الله ونحن لا نراه؟:
الله أعلى مننا بكثير، لذلك فهو يرانا كلنا في وقت واحد، مثل الذي يصعد إلى سطح العمارة فهو يرى كل الناس في الشارع وهم لا يرونه، فالله سبحانه يرانا ونحن لا نراه.
ماهو الموت؟
قد يمر الطفل بحالة وفاة في العائلة وتكون تلك اول مواجهة له مع الموت ولا تعلمين ماهي المشاعر التي ستنتابه حين يسمع عن الموت والقبرفغالبا ما سيملأه الرعب من ذكر هذه الأمورلذا كوني أنت المبادرة في شرح معنى الموت لطفلك وإياك والكذب عليه ومحاولة اقناعه بان الشخص المتوفي مسافرمثلاً فسرعان ماسيعلم الحقيقة من الاخرين.
اشرحي للطفل بساطة أن الموت مثل النوم لا يخيف وأن الميت يذهب ليعيش في السماء وأننا كلنا سنموت عندما نكبر ونلحق بكل من ماتوا قبلنا ونعيش معهم في الجنة لو كنا اشخاصا صالحين وأن دفن الميت هو مثل خلع الملابس القديمة واستبدالها بملابس جديدة تتناسب والحياة الجديدة في الجنة.
- استفيضي بشرح ما في الجنة من مزايا لكل الاطفال الذين يسمعون كلام الله وكلام اهلهم واسبحي مع طفلك في عالم الخيال في الجنة حيث هناك سيتمكن من فعل امور رائعة كقيادة القطار في السماء والسباحة مع الاسماك (ستلاحظين مدى استمتاع طفلك بهذا الحديث)...تحاشي أن يكون عقابك لطفلك بأن الله سيدخله النار ولا تصفيها له بشكل مرعب.فمجرد حرمان الطفل من دخول الجنة يعتبر عقابا قاسيا.
لماذا خلق الله الأشرار؟ فيمكنك أن تجيبي إن الله سبحانه خلق الناس وأعطاهم الحرية أن يختاروا فعل الخير أو الشر، فأنت تستطيع أن تكون مهذبًا، وتستطيع أن تكون غير مهذب، ولكن عليك أن تتحمل النتائج، وهذه نعمة من الله وحكمة، فالأشرار يستطيعون أن يكونوا طيبين ودورنا أن نساعدهم على ذلك، فإذا رفضوا وأصروا على الشر فواجبنا أن نمنع شرهم عن الناس حتى يحبنا الله تعالى ويكافئنا.
ماهو يوم الحساب يو القيامة ؟يوم الحساب يوم يحاسب فيه الله الناس على ماقدموا من اعمال في هذه الدنيا من عمل خيراواطاع الله يدخله الجنة ومن عمل شرا وعصى الله يدخله النار.
اين توجد الجنة وماذا فيها ؟
الجنة مكان جميل وفيها كل شيء تتمناه فيها ملاهي وشكولاته وحلويات ولعب وكل شي تحبه مخبيها ربنا عنده يذهب اليها الناس الصالحين الذين يعملون الخير ويسمعوا لكلام الام و الاب ولايؤذوا اصحابهم.اي مالا عين رأيت ولا أذن سمعت.
اين توجد النار وماذا فيها ؟
النار مكان سيء وقبيحلا يوجد بهاالعاب ولاهواء ربنا مخبيها عنده عشان يعاقب بهاكل من يعملالشر ولايسمع كلام ماما وبابا او يؤذي اصدقائه او مايصلي او مايصوم ويعصي الله ومايطيع اوامره.

أسئلة جنسية:
من أين يأتي الطفل ؟ وكيف يحدث الحمل ؟ ولماذا الاختلاف بين أعضاء الذكر والأنثى؟
من المفهوم أن يشعر الأهل بالحرج والقلق في مجتمعاتنا حيث ترتبط الأمورالجنسية بالجهل والخرافة ونقص المعلومات وبالتكتم الشديد حولها.. وفي الثقافة الشعبية تكون الإجابة على سؤال من أين يأتي الطفل مثلاً : أن الطفل قد جاء من ركبة والدته أو من تحت البطانية، أو أن الحمل نتج عن نفخة هواء أدت إلى انتفاخ البطن وغيرذلك وفي الحقيقة يختلف علماء التربية في تحديد السن المناسبة للثقافة الجنسية المبسطة ، وبعضهم يحدد سناً مبكرة ( ماقبل المرحلة الابتدائية أو خلالها ) وبعضهم يؤخر ذلك . ولكن الجميع يتفقون على أهمية إعطاء المعلومات المناسبة البسيطة والصحيحة في جو عائلي هادئ دون إثارة أو تخويف وبلهجة محايدة منطقية
ويفضل أن يتحدث الأب إلى ابنه والأم إلى ابنتها وذلك أسهل للجميع.
ومن المهم تفهم عقلية الطفل واستعمال إجابات مفيدة على قدر السؤال . ولايمكن إعطاء كل المعلومات دفعة واحدة ، ويمكن أن يحدث ذلك على مراحل وفي الوقت المناسب والجو المناسب
سيستفسر طفلك عن كيفية الحمل والولادة والفرق بين الذكر والانثى وكيفية تكوّن الجنين داخل الرحم؟؟ للإجابة على هذه الاسئلة أخبرية أن هناك جزءاً معيناً من الأب يعطيه للأم والله تعالى يضع فية الروح ويكبر والله يعلّم الأب كيف يعطي هذا الجزء.أما عن خروج الجنين فهناك فتحة اسفل بطن الأم يخرج منها الجنين حالما يكتمل نموه ويصبح قادراً على العيش بمفرده خارج رحمها . ومن المهم جدا التوضيح لاطفالك ان الله اعطاهم هذا الجسد ليحافظوا عليه وانه لا يجب ابدا لمسه من قبل اي أحد كان عدا الأم.. وفي سن التاسعة عندما يقتربوا من سن البلوغ عليك التحدث معهم ببساطة وبوضوح عن التغيرات التى ستحدث لأجسامهم عند البلوغ حتى لايصابوا بصدمة.
وإذا لم يطرح الطفل خاصة البنت أية أسئلة جنسية على الأم عليها ألا تفرح لانها تخلصت من احراج هذه الأسئلة بل على العكس من ذلك عليها المبادرة بالتحدث مع ابنتها حتى تحصل على المعلومة الصحيحة منها هي شخصيا تفاديا لأي صدمة قد تتعرض لها الطفلة إذا تلقت بالصدفة معلومات قد تسبب لها ارتباكاً أو خوفاً.
كثيراً ماترى الأم بالصدفة ابنتها وابنها أو ابنها وبنت الجيران أو العكس وهم يلعبون( لعبة الدكتور)عن طريق محاولة اكتشاف أجساد بعضهما بعضاً ومعرفة الفارق بينهما في هذه الحالة لا يجب ان تفزعي بل توجهي بهدوء نحو طفلك واطلبي منه التوقف عن لعب هذه اللعبة واشرحي له أن جسد كل طفل هو أمر سري وخاص بكل طفل لذا يجب ان يبقى سرياً كما يجب الحفاظ عليه وعدم السماح لأي احد برؤيته أو لمسه.
ومن الأخطاء الشائعة في التعامل مع جسد الطفل الإفراط في تنظيفه ودلكه ورش المواد المطهرة
و" البودرة " في المناطق الجنسية.بالطبع لابد من الاعتناء والنظافة بالأعضاء الجنسية وبشكل صحي ولكن دون إفراط ومبالغة.

أسئلةعلمية:
لماذا 1+1=2؟ماهو الضوء؟ماهي نهاية الكون؟
هذه الأسئلة متعلقة بمجال العلوم وكل طفل عالم بالفطرة وسيكره العلوم فقط إذا تم منعه من طرح الاسئلة وسُلب منه فضوله وبالطبع فبإمكان عقل طفك المحارب إغراقك بالأسئلة ليصيبك بحالة من الشلل وقد تؤدي بك اسئلته الى حافة الجهل فضلاً عن الإحباط و الإحراج اللذين قد يصيباك لذلك سيتوجب عليك الاجابة عن أسئلته قدر الامكان مع الوضع في الإعتبار أنه لا وجود لأسئلة غبية ولا بأس أن تعترفي بعدم معرفتك الإجابة عن سؤال ما وبهذه الطريقة يتعلم الطفل أن الجهل هو أساس اكتساب المعرفة.
اشتر أو استعير كتب علمية مبسطة للأطفال ذات رسوم توضيحية جميلة تحتوي على اجابات عديدة لأسئلة الطفل وحاولي أن تحتفظي أنت بفضولك الطفولي ولا تقنعي نفسك أنك اصبحت شخصًا بالغاً بل كوني متفتحة للتعلم والدراسة ووسع افقك في العديد من المجالات.
سندرج هنا بعض اسئلة الطفل التي يسألها غالبا وكيف نجيب عنها :
- أعضاء الجسم البشري وصفاته،الظواهر الكونية ،الأجهزة المنزلية ،الأمور الدينية ،الموت ، الموارد البيئية والكائنات الحية. فان سألك طفلك أين يوجد الهواء ؟
قل له في الجو فان سألك لماذا لا نراه قل له لان ليس له لون لكن يمكن أن نشعر به فان سألك كيف نشعر به قل له دعنا نرى واطلب من الطفل أن يضع يده قرب مروحة كهربائية واسأل الطفل بماذا يشعر ؟ وبهده الكيفية يمكن أن تجيب على تساؤلات يطرحها طفلك وتذكر إن تكون اجاباتك علمية بسيطة مناسبة لمستوى الطفل محسوسة له.
- لماذا يولد بعض الناس مشوهين او اصحاب عاهة ؟
لكي يذكرنا الله سبحانه وتعالى بالنعمة التي انعمها علينا بأن خلق معظمنا اصحاء فنشكره على ذلك وليذكرنا بضعفنا امام قدراته فلا نصاب بالغرور بل نتواضع ويعاون بعضنا بعضا وبعد يوم الحساب سيعيش الذين يفعلون الخير حياة ابديه اصحاء في جنات النعيم ان شاء الله.
- لماذا هناك اغنياء وفقراء ؟بل لماذا يعيش بعض الاشرار في قصور وبعض الاخيار في اكواخ ؟
ان كل مافي الحياة الدنيا من زرق هو من الله سبحانه ، والله يمتحن عباده ،
فأحيانا يعطي الانسان الطيب الرزق ليمتحن عطاءه للاخرين ، واحيانا يحرمه الرزق
ليمتحن صبره وتحمله في الايسرق ولايحقد ، وكلما عاش الانسان الطيب في هذه الحياة
المؤقته صابراعظم ثوابه يوم الحساب ، اما الانسان الذي كثر رزقه ولم يعط لاخرين
واساء اليهم ، فإنه سيعذب يوم الحساب عذابا عظيما لأنه لم يقدر نعمة الله .
- لماذا حدث الطلاق بينك وبين ابي ؟
لأني انا ووالدك غير سعداء في بيت واحد وسيعيش كل منا في منزل لوحده مثلك انت وصديقك تلتقيان مع بعضكما ولكن لاتسكنان في نفس المنزل ولكن انااحبك وبابا يحبك
وستزور والدك ثم تأتي الي .
- لماذا لايلد الرجل طفلا ؟؟
الله خلق النساء لتلد وتربي الاطفال وخلق الرجال ليقوموا بالاعمال التي تحتاج لقوة .
ومن القواعد الشرعية التي حضَّ عليها الرسول صلى الله عليه وسلم في تهذيب الطفل لكيلا لا يري شيئا يثير غريزة السؤال لدية ما يلي :
الاستئذان: حدَّد القرآن للطفل أوقاتاً ثلاثة حساسة يجب أن يستأذن فيها، وهي قبل صلاة الفجر، ووقت الظهيرة عند القيلولة، وبعد صلاة العشاء، وهي فترات نوم الوالدين. أما في سن الاحتلام فيجب على الولد الاستئذان في كل وقت وكلما وجد أمامه باباً مغلقاً.
غضُّ البصر: ينبغي تعويد الطفل على غض البصر، فكل ما يراه الطفل يبقى في ذهنه وذاكرته، فإذا تعوَّد النظر إلى عورات أهله سيعتاد ذلك فيما بعد خارج المنزل.
ستر العورة: تعويد الطفل ستر عورته ينشىء لديه شخصية مهذبة قويمة.
التفريق في المضاجع: عندما يبلغ الأطفال العاشرة يُفضَّل وضع كل طفل في سرير بمفرده. امتثالاً لقول الرسول صلًى الله عليه وسلًم: "مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرٍقوا بينهم في المضاجع". (صحيح الجامع:5868).
تجنب النوم على البطن: فهذا يبعد الطفل عن كثير من المهيجات الجنسية. ويُفضَّل النوم على الشق الأيمن، مع ترديد بعض الأذكار الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل النوم .
الخلاصة
مما سبق، تبين لنا أن الأجوبة على أسئلة الأطفال لم تكن أجوبة مباشرة، بل تضمنت قصة منها جواب عن السؤال أو مثلاً موضحاً للجواب، أو ربطاً بين حادثة وحادثة وجواب وجواب، ويمكن لنا كذلك أن نربط بين عالم الغيب وعالم الشهادة، لأن الطفل يقتنع بالمحسوسات أكثر، فالربط التقريبي بينها في الإجابة على أسئلة الأطفال الدينية مطلوب ومناسب، وعلينا ألا نهمل الإجابة عن أسئلة الأطفال بل نوليها الاهتمام البالغ.
إن ما قلناه - فيما سبق - لا يعني كل شيء، بل هو نافذة نطل منها على أسئلة الأطفال الدينية والإجابة الحكيمة عنها.
و علي الآباء حرية الإجابة بشرط أن تكون إجاباتهم فيها من الحكمة والروية والوضوح، ما يجعل الطفل يقتنع ويطمئن، ولا يجد حرجاً في طرح أي سؤال يخطر بباله.

Tuesday 13 October 2015

حياة بلا شاشات

بدأنا في منزلنا تحدي (الحياة بلا شاشات) منذ فترة و الحمد لله أتممنا شهر ونصف في منزلنا بدون شاشات على الإطلاق لا هاتف ولا تلفاز ولا اي باد. وجدت التجربة مثيرة ونتائجها كبيرة لذلك قررت أشراككم فيها.

بدأت علاقتي بالتلفاز منذ صغري وكانت علاقة متقطعة بسبب مشاهدة والدي للأخبار بشكل دائم مما لم يسمح لي بمشاهدة ما يحلو اي معظم الوقت وايضاً لان منزلنا كان منزل راديو، اعني بهذا ان الراديو كان وسيلة الترفيه والمعرفة الأكثر شهرة في منزلنا فوالدي يستمع الى الراديو طوال اليوم وكان الراديو دائما في الخلفية بصوت مقرئي القرآن العظام مثل الحصري والمنشاوي وَعَبَد الباسط عبد الصمد حتى وان كان البيت كله نائما. 
على العكس تماما كانت علاقة زوجي بالتلفاز فقد تربى في منزل لا يكاد يغلق التلفاز احيانا عندما لايكونون بالمنزل يتركون التلفاز مفتوحا كما قالت والدة زوجي ( حتى يشعر السارق ان هناك احد بالمنزل ولا يسرق المنزل) بالاضافة الى ذلك كان لزوجي في غرفته تلفاز خاص به.

في بداية زواجنا وجدت تأثير التلفاز جليا في حياتي وحياة زوجي فهو يعاني من قلة التركيز وللانتهاء من قراءة كتاب عليه ان يبذل مجهودا جبارا اما بالنسبة لي فان القراءة لي تعد مثل الماء والهواء اليوم الذي لا أقرأ فيه اشعر بالاختناق ولدى لائحة كبيرة أضعها سنويا للكتب التي انوي قرائتها وأسعى دائما ان انتهي من قراءة ٥٠ كتاب سنويا. 

وجدت الاختلاف ايضا يكمن في وجود الهوايات ونوعيتها في حياتي وحياة زوجي فأنا لدى هوايات عديدة وأحيانا اشتكي من قلة الوقت لممارسة هواياتي مثل اعمال الخياطة والكروشيه والزراعة في حديقة المنزل... الخ. اما بالنسبة لزوجي وقت فراغه كان بين شاشة التلفاز وشاشة الهاتف يشاهد أفلام وثائقية ويتعلم منها الكثير واعتقد هذا بسبب حبه للتاريخ لكن لم يأخذ وقت في طفولته لينمي هواية او مهارة ما لممارستها في وقت فراغه. 
ما اقصد هنا ليس انه خطأ وانا صواب فنحن مختلفان لكن دعنا نتخيل انه حدثت كارثة طبيعية وتوقفت كل مصادر الطاقة ولا يوجد اي إمكانية لتشغيل التلفاز او الهاتف او اي من التكنولوجيا الحديثة اجد ان زوجي سيعاني كثيرا لان جل طاقة مواهبه وضعت في سلة واحدة وهي سلة هشة اما اذا ما استثمر والداه وقته في تنمية وقته وهو صغير في تنمية مواهب وهوايات مرتبطة بالحياة واحتياجاتها لكان الامر اسهل عليه الان على حد قوله.

هذه تجربتي الشخصية لكن ما رأي العلم في استخدام الشاشات بشكل عام والتلفاز بشكل خاص مع الأطفال؟

اذا أردت معرفة مخاطر التلفاز والشاشات على اطفالنا ما عليك الا ان تقوم بعمل بحث سريع على جوجل وترى كم هائل من الأبحاث ترصد العلاقة بين مشاهدة التلفاز واستخدام الشاشات وبين التالي:

- زيادة العدوانية والعنف لدى الأطفال. 
- قصور وسائل الاتصال والتواصل مع الآخرين لدى الأطفال لاعتمادهم على التلقي فقط من خلال تلك الشاشات وعدم تنمية جوانب التواصل التشاركي ( هات وخد).
- زيادة نسبة الانانية والتمركز حول الذات.
- زيادة التأثر بالثقافات الغربية او الثقافة المشهورة ونمط الحياة الاستهلاكية مما يجعل الطفل يطلب شراء كل شيء ولا يقنع بما لديه.
- زيادة نسبة الأمراض الخاصة بالتركيز والمخ مثل ADD و ADHD 
 - زيادة نسبة السمنة وأمراض تتعلق بقلة الحركة وزيادة استهلاك الوجبات السريعة والضارة.
- الصِّلة بين الشاشات وتفكك الحياة الاسرية وانتشار ثقافة الثورة على العادات والتقاليد والأديان.

القائمة لا تنتهي وفي ازدياد كل شهر بسبب الأبحاث التي تنشر في هذا الامر بشكل دوري. لذلك اثبت العلم بدون شك ان مخاطر الشاشات وأثارها السلبية يفوق الايجابيات بشكل كبير.

الملل أبو الابتكار

قبل الدخول في تفاصيل التجربة أود أن أتحدث عن فكرة الملل وعن أهمية الملل في حياتنا فان كان قيل أن الحاجة أم الاختراع أنا أجزم وأقول أن الملل أبو الابتكار. احيانا ما نستخدم الشاشات للسيطرة على وحش الملل الذي نخافه ونخاف أن يلتهم أبناؤنا لكن لقد ظلمنا الملل فهو المحفز والمشجع للانسان أن يستخدم قدراته وطاقاته التي حاباها الله لنا.

 لذلك تخيلوا معي هذا الموقف طفلتك ذات الأربعة أعوام تقول أمي أنا أشعر بالملل فتذهبي من الفور وتفتحي التلفاز، تشاهد طفلتك وتشعر بالسعادة وتنشغل وتجدي وقت لفعل ما تريدين وتسمعين ضحكاتها وتشعرين بالرضا. تخيلي أيضا السيناريو الأخر ابنتك تقول نفس الشيء: أمي أنا أشعر بالملل فتذهبين الى الفور للسلة القمامة وتحضرين علب كرتون وللخزانة وتحضرين أوراق وغراء ولاصق وألوان وكتاب صغير عن الأعمال الفنية واليدوية وتجلسي مع طفلتك وتساليها ماذا رايك في تلك الاشياء ماذا تعتقدي قد نفعل به بتلك الاشياء قد تاخذ الاشياء وتبدأ في عمل قلعة أو بيت أو تليسكوب أو قد لا تستطيع تخيل ما قد يمكن القيام به لذلك استعيني ببعض الافكار من الكتاب وابدأي بتنفيذ فكرة معها بعد فترة ستجدين أن الطفلة ستبدأ بتخيل مشاريع والبدء بها بنفسها. التلفاز يسرق من أطفالنا متعة الملل فبالاضافة الى أنه يعد مصنع للأفكار والابتكارات الملل يعطي الطفل الفرصة للتفكر وملاحظة ومشاهدة الطبيعة والحياة حوله.

البداية كانت تحدي

منذ ولادة عاليا وأنا أقرأ عن مخاطر التلفاز وعن أثاره المدمرة على أجيالنا وأجيال من تلونا وكنت أقرأ في بعض المدونات عن بعض الأمهات اللاتي قمن بالتخلص من الهاتف تماما في حياتهم وكنت أفكر هؤلاء مجانين كيف لهن أن يعشن وكيف يستطيعون الهاء أطفالهن الأمر بدا خارقا بالنسبة لي ففي العام الأول من حياة ابنتي كنت أضع التلفاز على قناة Cebeebies   بشكل دائم بسبب اكتئاب ما بعد الحمل الذي كنت أعاني منه وبسبب غربتي فلم أكن أجد أي مساعدة للاعتناء بمولودتي حتى فس ابسط الاحتياجات مثل أن استحم سريعا أو أعد وجبة صحية تعطيني بعض الطاقة للاستمرار.

 لكن لدهشتي وجدت أن مشكلاتها تزداد كلما ازدادات ساعات مشاهدة التلفاز، النوم مشكلة الأكل مشكلة وحتى اللعب مشكلة. فققررت تقليل عدد ساعات مشاهدة التلفاز الى ساعة او اثنتين في اليوم مقسمة الى عشرون دقيقة او نصف ساعة على مدار اليوم. بعد الاضافة الثانية الى عائلتنا ووصول ابني كريم وجدت أن التلفاز أصبح في المقدمة تماما وهو مع الشاشات الاخرى اصبح مثل ال baby sitter  وكنت كثيرا ما أقنع نفسي بفوائده وفوائد الألعاب على الهاتف أو على الأي باد وكنت أنتقي العاب المنتسوري أو الألعاب والتطبيقات التعليمية ثم حضرت محاضرة منذ عامان قالت فيها المحاضرة أن أقصى وقت يمكن للاطفال مشاهدة التلفاز والشاشات لتجنب الاخطار هو ساعتان أسبوعيا لذلك بدأنا بتقليل مشاهدة التلفاز لنصف ساعة يوميا مع اختيار يوم كل أسبوعين لمشاهدة فيلم معا نختاره بالتبادل أنا وزجي وكنا نختار أفلام من طفولتنا نعرف أنها قد تنمي جانب من جوانب شخصية أولادنا.


هذه التجربة كانت ممتعة ولكنها جعلتنا ننظر الى أفلام طفولتنا بعين أخرى، عين المربي وليس المتربي ووجدنا أن تلك الأفلام مسيسة إلى حد كبير جدا وأنها بها رسائل خفية لا يستطيع التعرف عليها الا من قرأ وتبحر في التاريخ والإعلام وتأثيره في خلق الرأي العام بل وخلق الاعتقادات والمبادئ.

ثم بدأت بالتعرف على منهج والدورف للتعليم وكنت أقرأ عن بعد مدارسهم عن استخدام التكنولوجيا بتاتا قبل سن الثانية عشر وأن الأطفال الل\ين يلتحقون بتلك المدارس يوقع أبائهم وثيقة تنص على عدم مشاهدة أطفالهم للتلفاز أو أي شاشات بتاتا.

أحببت تركيز هذه الطريقة التعليمية على الطبيعة وصقل مواهب وهوايات الطفل لكن وجود التلفاز كان مازال حاضرا في بيتنا إلى أن فكرت بتحدي لنفسي لمدة أسبوع فقط (أسبوع بلا شاشات)  أولا لم أقل لأطفالي أي شيء فقط فصلت كل الوصلات الكهربائية من التلفاز وكان بمجرد أن نستيقظ ونذهب من حجرة النوم الى حجرة المعيشة كنت أفتح لهما التلفاز حتى أعد طعام الافطار لكن هذا اليوم لم أفتحه وعندما سألت لماذا أجبت بأن وصلة التلفاز لا تعمل وفعلا هي لا تعمل فعلي أيصالها بالمقبس حتى تعمل.

تم السؤال عن التلفاز مرات متباعدة في هذا اليوم وفي اليوم التالي سألت ابنتي عنه وأجبت بنفس الاجابة تذمرت قليلا ثم بدأنا يومنا ولم يسألا بتاتا والى الأن بعد مرور شهر ونصف لم يسألا ويطلبا مشاهدة التلفاز تماما وكأنهما كانا منتظراني أن أأخذ تلك الخطوة ليرياني قراتهما وابتكاراتهما في قضاء وقتهما بدون الاعتماد على الشاشات.

إيجابيات التجربة

-          أرى اختلاف كبير في الحالة المزاجية لاأطفالي فأصبحا أكثر هدؤا وأكثر تعاونا.
-          أجد  أن اهتمام أطفالي وثقتهما في البدأ وتنفيذ المشاريع أصبح كبيرا جدا، كل ما أفعله هو أني أوفر الادوات والمستلزمات وكتاب عن الأعمال الفنية واليدوية واستعداد دائم لمعاونتهما ان طلبا المعاونة والباقي يقومون به ويصممان أشياء لساعات دون ملل.
-          الترابط بينهما أصبح قويا فهما الان وسيلة الترفيه لبعضهما البعض فابنتي بما انها الكبرى أصبحت ماهرة بوسائل التفاوض مع أخيها الصغير حتى تستمتع باللعب معه أما هو فأصبح مثالا في السمع والطاعة لاخته حتى يتعلم منها كيفية اللعب.
-          عدم الانشغال بالشاشات أعطانا وقت أكثر للوجود في الطبيعة ولقراءة الكتب لهما والطهي والخبز سويا والهزل واللعب سويا فقد جعلتني وأبوهما أكثر قربا من عالمهما وهما أكثر قربا من عالمنا.
-          التركيز في عمل الأنشطة والتحصيل الدراسي والأكاديمي زاد بشكل ملحوظ، أجد طفرة كبيرة حدثت في تركيز عاليا ونهمها في القراءة.
-          أصبحا أكثر تعاونا معي ومع أبيهما والشعور للعام للبيت أصبحا يتسم بالسلام والهدؤ أكثر.
قد أستمر في شرح الايجابيات الى غد ولكن ما وجدته هو أن بعد ذلك الاسبوع زوجي لاحظ الفرق مع أنه كان من المتشككين بل والمثبطين في بداية الاسبوع وحان موعد يوم مشاهدة الفيلم العائلي وجدت زوجي يقول لي هما مستمتعان باللعب ونحن كلنا معا نضحك دعينا نأجل مشاهدتهما للتلفاز ليوم أخر وفعلا الاسبوع تلاه أسبوع ثم أسبوعان ولنا الان 6 أسابيع وعلق بعض أفراد العائلة على تصرفات الاطفال وعلى التغيير في حالتهما المزاجية.

اذن ما هي السلبيات؟ وان كنت لا أحبذ استخدام كلمة سلبية لاني لا أجد لهذه التجربة أمر سلبي ولكن وجدت أن هناك ثمن علينا دفعه وان كان في نظري قليل جدا مقابلا للأثر والنتيجة الايجابية المذهلة التي عاينتها بنفسي.

اذا قررت تقبل ذلك التحدي عليك بالقيام بالتالي لجعل التجربة ممتعة ومفيدة لك ولكل عائلتك.

1.      كوني مثالا.
نجد أن الشاشة هامة جدا في حياتنا نحن كأفراد فالهاتف أصبح كجزء لا يتجزأ من مكوننا الجسدي فهو في أيدينا معظم لحظات اليوم أو على أذننا لذلك اذا بدأتي التحدي ومازالت حياتك تتمحور حول شاشة اذا فأنت تقولين لأطفالك (افعل ما لا أفعل) وسيشعر الطفل بأن ما تطلبين منه غير مفيد والا لما لم تفعلينه بنفسك أولا. اقصري وقت استخدامك للشاشة في وقت يكون الاطفال فيه نائمون أو في المدرسة أو الترتيب مع زوجك أن يكون معهم لمدة ساعة حالما تردين على ايميلات أو تتواصلين عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع أصدقائك الخ.
2.      التخطيط والاستعداد النفسي والبيئي.
عليكي قبل القدوم على تلك الخطة أن تكوني مستعدة نفسيا لها خاصة وان كان التلفاز له مكان كبير في اسلوب حياتك، فكري في الامر كأنه صيام معلوماتي وابدأي باسبوع فقط فترة استيقاظ الاطفال وقيمي التجربة بعدها. عليكي أيضا الاستعداد بوضع خطة للوقت الذي ستقضينه معهم بدون شاشات بالنسبة لنا لدينا روتين لكل يوم في الاسبوع فالأربعاء هو يوم الاعمال اليدوية والاحد يوم الخبز والخميس يوم الرياضة أو الحديقة والجمعة يوم الغابة الخ لذلك ترتيب ما تحتاجينه للقيام بأنشطة مع أطفالك بشكل مسبق ستجعل الأمر هين وممتع لك ولأولادك. قللي من الألعاب البلاستيكية حولهم فهي تقلل من فرص الابتكار ولكن وفري لهم أدوات من الطبيعة مثل عصي من أفرع الشجر وقع مقطعة من الشجر، ب\ور ورمال وصلصال ستساعدهم على الابتكار.
3.      البدائل:
عليكي توفير بدائل تثري حواسهم المختلفة فان كانت الشاشات تشغل حاستي السمع والنظر يمكنك استغلال الوقت الذي تقضينه معهم بدون شاشات في اثراء حواسهم المختلفة وايجاد بديل ترفيهي. على سبيل المثال اشتريت مشغل اسطوانات به USB   ايضا وأستعير من المكتبة العامة كتب مسموعة للاطفال على اسطوانات أو أقوم بتحميل كتب مسموعة من الانترنت ووضعها في memory stick  وتشغيلها لهما على مشغل الاسطوانات حين يلعبون أو يرسمون أو في وقت الظهيرة عندما ينام ابني الصغير تجلس عاليا ترسم وتلون وهي تستمع الى القصص التي تحبها. بالاضافة الى ذلك بدأت بتسجيل كتبهم المفضلة بصوتي وباصوات افراد العائلة وجعلهم يستمعون لها وقتما يريدون. أصبح الكتاب المسموع له حيز كبير في حياتنا وساعدهما على الابتكار أكثر فعاليا تقوم برسم القصص التي تسمعها لانها لا ترى تصور جاهز له مثلما يحدث مع التلفاز وأيضا تتخيل قصص خاصة بها وسردها.
عليكي بتوفير الأدوات الفنية وان كنتي لا تشعرين بالراحة بسبب اضافة الاعمال الفنية لقائمة اعمالك في التنظيف حاولي اختيار وقت معين تكونين غير منشغلة ومكان محدد يسهل تنظيفه والبدأ في أنشطة الرسم والتلوين.
أما الكتب فهي أفضا بديل للتلفاز في تخلق للطفل عوالم مثيرة مثل التلفاز ولكن بجعله عنصرا فعالا في تلك العوالم وليس مشاهدا سلبيا لها فحسب، اذا كان شراء الكتب أمر صعب التحقي بمكتبة عامة. مما أحمد الله عليه أن كل طفل هنا لديه كارت للمكاتب العامة وله 12 كتاب يمكنه استعارته في المرة الواحدة لذلك نذهب أنا وطفلاي للمكتب العامة كل اسبوعين محملان بشنطة سفر مليئة بالكتب ونرجع بها لنملئها ثانية.

4.      اعلام الاخرين ممن سيقضون وقت مع طفلك.
اذا كان طفلك يقضي وقت مع الجد والجدة وعاداتهما مشاهدة التلفاز بشكل دائم عليكي اخبارهما والوصول لحلول اما ان يغلق التلفاز في الفترة التي يكون الطفل بها في المنزل معهما أو أن تشجعيهما على قضاء هذا الوقت خارج المنزل أو ماأفعله معظم الوقت هو دعوة الجد والجدة لقضاء الوقت مع الطفل داخل بيتك حتى تستطيعين التحكم في التلفاز دون اشعارهما أنك تعطينهما أوامر.
يمكنك أيضا تزويد الطفل بأشياء يحب القيام بها في الوقت الذي يقضيه مع الجد والجدة ومع مرور الوقت ستجدين الطفل يختار ما يفضل فعله ويبعد عن الشاشات وهذا ما حدث فعلا منذ يومين مع ابنتي فقد كانت تقضي اليوم مع جدتها وبدأت جدتها بوضع التلفاز فلاحظت جدتها ذهاب عاليا الى غرفة أخرى وهي تقول لجدتها هذا التلفاز مزعج أريد أن أركز في رسمس وفعلا اختارت بنفسها ما يفيدها.


أنا أرى أن الطفل ذو فطرة سليمة ويعرف تمام حق المعرفة ما يفيده وما لا يفيده لكن تدخلاتنا وعدم الثقة في الطفل هي التي تشوه هذه الفطرة وتجعله يختار ما لايفيده حتى يحاول اثبات نفسه والشعور بحرية اختياره.

هنا وأنهي حديثي عن تجربتنا وساوافيكم بتفاصيل التجربة أولا بأول وحان دوركم أريد أن تشاركوني بتجاربكم فهيا من مستعدة/ مستعد للتحدي؟


أسبوع فقط أبدأ وقيم تجربتك وشاركينا مخاوفك وانتصارتك وتعليقاتك. أسبوع بلا شاشات.