Saturday 1 August 2015

أم لأول مرة - العام الأول


كل أم تبحث عما هو أفضل لأبناءها ودائما تسعى لايجاد وشراء الاحسن لكن احيانا يستغل بعض الأشخاص والشركات الكبرى هذا الامر لإيقاع الام في دوامة وجعلها تلهث وراء كل ما هو جديد لإقناعها ان ما يبيعونه هو الشيء الذي سيعينها على ان يجعل طفلها ينام اكثر، يأكل أفضل، ينمو ويتطور أفضل  لكن من خلال تجربتي وجدت أني بالاضافة لأمهات كثيرات أضعنا وقتا ومجهودًا ومالا طائلا في أشياء لم تفدنا او تفد ابنائنا بل على العكس فقد قامت تلك الأشياء بإلهائنا عما هو مهم ومفيد ومطلوب حقا. 

لن أسهب عما وجدته غير مفيدا ولكن سيتم تركيزي هنا على ما وجدته مفيدا وما جعل حياتي أفضل وأيسر كأم وهذا محاولة مني لإضاءة الطريق امام الأم الحامل او الام حديثة الولادة التي لم تخطو خطوات كثيرة في رحلة أمومتها بعد.

بداية الرحلة
الرحلة تبدأ قبل الولادة فالطفل يشعر بما تشعر به الام ويستمع لما تستمع له فحاولي ان تحيطي نفسك بمن يجعلونك تشعرين بالراحة والامان وتوخي الحذر لما تسمعين وتشاهدين فذلك يخزن في ذاكرة وعقل طفلك ولي تجربة شخصية  في ذلك فقد كنت استمع الى سورة البقرة بصوت الشيخ الحصري كثيرا وانا حامل في ابنتي عاليا كنت احاول حفظ السورة لذلك كنت استمع اليها دوما خاصة قبل النوم او أضعها المُسجل جانبي وانا نائمة بصوت منخفض طوال الليل ولاحظت انه الى اليوم عندما تستمع عاليا إلى سورة البقرة تتوقف عما تفعله مهما كان وتنصت، عندما تستمع اليها قبل النوم تنام بشكل أفضل والامر مرتبط بتلك السورة تحديدا وليس مع كل سور القرآن لذلك اكاد اجزم ان حالة الهدوء التي تنتابها عند سماع السورة ما الا حالة من الهدوء التي كانت تشعر بها في رحمي.


استفت قلبك
من اهم الأشياء التي عليك التسلّح بها في رحلة أمومتك هو ثقتك ويقينك التام في معرفتك بما يناسبك ويناسب أطفالك. سيقول لك الناصحون افعلي ذلك او لا تفعلي ذاك، لا تستمعي لأحد وانا منهم لا تستمعي لي، ولا اي شخص اخر ما دام ما نقول يخالف ما يراه قلبك.

ثقي في قلبك وإحساسك فطفلك ليس انت هو قد خُلق لعصر ولظروف وقد يكون مثل أطفالي خُلق لثقافة مخالفة تماما عما ولدتي عليه فنصائح امهاتنا قد تبدو جيدة ولكن اذا تعارضت مع ما يراه قلبك فلا تستمعي الا لقلبك.

بعد الولادة الساعات بل الدقائق الاولى بعد الولادة هامة جدا فعليك طمأنة طفلك بقربك منه ودعي مباراكات العائلة وحملهم للطفل جانبا فالساعات الاولى من عمره محورية لعلاقتك به وارتباطه بك بل وله تأثير كبير على الرضاعة الطبيعية وعلى تكوين حالة صحية نفسيا وجسديا من التعلق بك (سأكتب مقال خاص بنظرية التعلق قريبا باذن الله) 

حمل الطفل بالقرب من جسدك في الشهور الاولى هام جدا فقد قيل ان الثلاث شهور ما بعد الولادة هي فترة مكملة للحمل وينبغي ان يكون الطفل ملاصق للأم حتى تتم عملية التكيف على الحياة الجديدة تدريجيا وبشكل لا يشعر الطفل فيه بالخوف من ذلك العالم الجديد بل يبدأ في الرغبة باكتشافه وهو يشعر بالامان.


ما ساعدني في تلك المرحلة كثيرا كان قطعة كبيرة من القماش حوالي ٦ أمتار ألفها حولي و كنت أضع بها كريم ابني معظم ساعات اليوم منذ ولادته الى ان تم ٦ أشهر هذه الحمالة اشتريتها واسمها ( moby wrap) يمكن ايضا بسهولة شراء قطعة قماش قطنية طويلة واستخدامها لهذا الغرض. 




أريد أن اناااام
في معظم الأماكن التي تعتادها الأمهات حديثة الولادة تجد موضوعا شهيرا يتحدثون به دائما و كنت منهم، اعتقد و مازلت :)، هو موضوع النوم. هل اجعل طفلي ينام في غرفته بمفرده؟ في غرفتي في سريره؟ في غرفتي وسريري؟

أسئلة تختلف إجابتها من حالة الى حالة ومن شخص لشخص لكنني من تجربتي الخاصة وجدت ان الطفل لا يستطيع ان ينام بغرفة بمفرده خاصة في السنوات الاولى فحياته تعتمد بشكل أساسي على الام إما بسبب الرضاعة او بسبب عدم قدرة الطفل على الاهتمام باحتياجاته بمفرده خلال الليل مثلا اذا تعرى نادرا ما يستطيع الطفل ذو العام او العامين ان يستيقظ ليقوم بتغطية نفسه وبذلك قد يصاب بالبرد أو لا قدر الله بالاختناق اذا ما تعلقت الأغطية بوجهه.
نوم الأم بجانب طفلها لا يساعد الطفل فحسب فهو أيضاً يساعد الأم على النوم بشكل أفضل. كانت تلك عادات امهاتنا وجداتنا لذلك لم يكنْ يشتكينْ من قلة النوم مثلما تشتكي أمهات جيلنا. لكن قد لا تستطيع بعض الأمهات الشعور بالراحة وطفل صغير ينام بجانبها وقد تكون متعبة وتتقلب في نومها كثيرا وقد وتغفو من شدة التعب على طفلها وقد يؤثر على تنفسه لا قدر الله هنا يكون الحل وضع سرير للطفل ملاصق لللأم حتى تقوم بإرضاعه ثم وضعه في سريره.



هذا ما افعله الى الان مع ابني ذو العامين هو ينام في سريره بجانبي وهذا الامر ييسر لي العناية به في الليل دون ان يؤثر سلبا على نومي.

هذا جزء من ملاحظاتي التي اكتسبتها من خلال رحلة أمومتي لأطفالي قد أكون نسيت ذكر بعض الأشياء، لكنني سأحاول كتابة موضوع اخر مفصلا عن طريقة التربية الإيجابية التي اتبعها مع ابنائي والتي أتمنى ان تنتهجها الامهات والمربيون والمربيات في مجتمعاتنا العربية التي تتسم للأسف باستخدام الشدة والعقاب والاهانة مع الأطفال. 

في المقال القادم سنتحدث عن  بعض الأشياء التي قد تعين الأم ذات الطفل ذو العامين فأكثر مثل التدريب على استخدام المرحاض وتعويد الطفل على أكل غذاء صحي متوازن والاشياء والتي قد تعينك في رحلة الأمومة فابقوا معنا :)

2 comments: