صديقة جميلة تعرفت عليها من مجموعة خاصة بالتعليم المنزلي استفيد من مداخلاتها كثيرا واتعلم منها الكثير جزاها الله خيرا كتبت المقال أدناه فأحببت أن أشارككم به. للتواصل مع كاتبة المقال اضغط هنا.
أفكار عملية لإعداد المربي لضبط النفس و تلاشي العنف مع الأولاد
بقلم: سلوى مسعد محمود سليمان
يجب إعداد المربي مبكرا جدا على ضبط النفس وهي من الصفات المحمودة التي يجب أن يعلمها الوالدين لأبنائهما ليعدوهم إعدادا مبكرا على التربية التربوية... ,إليكم بعض الأفكار العملية للإعداد المبكر (قبل الزواج) لضبط النفس:
• تجنب الأنفعال الزائد ... فرح أوحزن... وتذكر دائما قول رسول الله : "(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)... فتجنب صيحات الفرح الهستيرية واستبدلها "بالحمد لله" مع سجدة شكر ... وتجنب صيحات الأعتراض والتأفف والصراخ والغضب واستبدلها أيضا "بالحمد لله"
• التحلم والتصبر... "إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم" رواه الطبراني وغيره وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة، وصحيح الجامع. وقول الرسول "ومن يتصبر يصبره الله" رواه البخاري ومسلم والتصبر هو حمل النفس عل الصبر.... فعلى المربي أن يعد نفسه إعدادا عمليا للحلم والصبر ويجعلهما سمتان متأصلتان فيه.
• التعود على الأذكار... "أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل ، فقال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا ، فباب نتمسك به جامع ؟ قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل".... ومن فضائل الذكر أن يكون الذكر أقرب إلى لسانك في الأمور الجلل.. فيذكرك بالله والصبر والشكر...
• تذكر أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضه فلم الحزن عليها والفرح منها...فعشها كأنك غريب أو عابر سبيل... لا تزيد من متاع الدنيا فتحزن عليها.... وزد من متاع الأخرة "تقوى.. زهد... عبادة"
• كن متحكما بغضبك ولا تجعل غضبك يتملك منك... تذكر قول الرسول:" ليس الشديد بالصرعة ؛ إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب" ونصيحته ثلاثا للأعرابي الذي جاء يستوصيه : لا تغضب... فأنت حينما تستفز، حينما تُسْتَغضب، حينما يقسو عليك أحد بالكلام، وتبقى رابط الجأش، متماسكاً وقوراً، اعلم علم اليقين أن الله عز وجل يحبك لأن " والحلم سيد الأخلاق ".
• كن من أهل الفضل مع كل الناس... كما قال الحديث:
(( إذا جمع الله الخلائق نادى منادٍ: أين أهل الفضل ؟ قال: فيقوم ناس وهم قلة، فينطلقون سراعاً إلى الجنة، فتتلقهم الملائكة فيقولون: إنا نراكم سراعاً إلى الجنة فمَن أنتم ؟! فيقولون: نحن أهل الفضل، فيقولون: وما فضلكم ؟ فيقولون: كنا إذا ظلمنا صبرنا، وإذا أسيء إلينا حلمنا، فيقال لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين))
• إذا غضبت... فاتبع وصيّة الرسول عليه الصلاة والسلام عند الشعور بالغضب...إذا غضبت فتوضأ بالماء .. فالماء يطفئ نار الغضب، واذا كنت واقفا فاجلس .. وان كنت جالسا فاضطجع، واكثر من الأستعاذة بالله من الشيطان والأستغفار.... ولا تتكلم وأنت غاضب.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم فليسكت ) رواه الإمام أحمد المسند... ما تكلم أحده في غضبه إلا ندم على ما قال.... وإياك أن تتخذ قراراً، لأنك إن اتخذت قراراً لابد من أن تندم عليه، أرجئ بحثه قليلا، بعد أن تكون قد هدأت أعصباك، تيقظ فكرك، ووازنت بين المزايا والمحاسن...وأياك من السباب عند الغضب... لا تكن كثير السباب، فحَّاش، لعَّان، بذيء اللسان... قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء " .
• الدعاء... بالحلم والرفق... قال عليه الصلاة والسلام: (( اطلبوا العلم، واطلبوا مع العلم السكينة والحلم، لينوا لمَن تعلمون ولمَن تتعلمون منه))
أفكار عملية لإعداد المربي
• يجب أن نتذكر أن الدين والسنة أمروا بالصبر والحلم في التربية والتعليم.. قال الله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ﴾ ( سورة الشعراء ) ... ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ (طه: 132).... و مدح النبي –صلى الله عليه وسلم- الحلم وعظّم أمره فقال لأشجِّ عبد القيس: (إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ: الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ) .. رواه مسلم
• مشاكلك مع طفلك تبدأ منذ الطفولة.. لا يطيع كلامك... عندي .. عصبي... لا يأكل جيدا... تعامل مع مشاكلهم كأنهم روتين يومي.. خذه بخفة... بمرح... وببعض الحزم إذا استلزم الأمر...
• يجب أن يجدد المربي نيته في التربية كل فترة من الوقت... لأن هذا يساعده على استشعار الفائدة والهدف المرجو الذي يهون في سبيله أي مجهود ووقت...
• لابد للمربي أن يستشعر نعمة الابن و انه عطية من الله لها فلابد لها من حسن شكرها ... بالأحسان إليه وعدم تدميرها نفسيا وبدنيا...
• حتى تكون عندك طاقة استيعابية كافية لطفلك... يجب أن تأخذي كفايتك من الوقت لنفسك... النوم... الرياضة... الأصحاب... اغتنمي بعض الوقت والأولاد في المدرسة... انهي عملك بالكامل... لا تثقلي على نفسك بالأعمال والأطفال في المنزل... خططي يومك بدقة وخصصي وقتك الخاص وأولادك مشغولون في المدرسة أو نائمون...
o من أهم المواقف التي تغضب الأبوين من الطفل بشدة (وخاصة المراهق) عندما يبدأ بالشكوى منهم شخصيا ومن طريقة إدارتهم للموقف... وقد يتهمهم ببعض الأتهامات... أنت لا تحبني... تحب أخي أكثر مني... ماما فعلت كذا ... بابا أعطى أخي وأنا لا... وهكذا ... فكيف يتعامل المربي مع موقف كهذ بطريقة تربوية صحيحه:
افصل نفسك عن الحدث..بمعني اسمع شكوى ابنك كأنك تسمع شكوي ابن أحد من أصحابك (اللي هو مش صاحبك أوي) ...لأنك لو شعرت بإهانته لأمه التي حملته في بطنها تسعة أشهر وسهرت الليالي... قد تغضبين بشدة... وخاصة إذا كانت المشكلة بسيطة... (ممكن تقوومي تطحنيه عشان ممكن تكون شكواه أنك خدت قطمة من الشوكولاته بتاعته!!! )
اعقلي المشكلة واسمعيها بعقلك مش بقلبك... اسمعي ما وراء الكلام... حسي به وقدري شكواه مهما كانت تافهة....
حاولي تقصير المشكلة وحليها بسرعة... ولا تتركيه يذهب إلى النوم وهو حزين..
ابتدي وخذي قرارك ... كيف ستحلين المشكله... ممكن طريقة واحدة تكون كافية...... ممكن تنتقلي من طريقة للثانيه لو لم ترى استجابة.. ممكن تخلطي طريقتين وتحلين المشكلة...
الاتصال الحسي والبصري... بعض الأحيان يكون الأطفال في حالة احتياج للحنان ولفت النظر... بالظبط مثل الكبار... لا تبخل عليهم بمشاعرك...
المناقشة الهادئة المثمرة... اسأله لماذا؟؟ وماذا الذي حدث؟؟ وحسسه أنك عندك استعداد تحل.. وتسمع شكوته بقلب مفتووح..
استعطفه... قول له أنك تحبه... وتقدره.. وفخور به.. بسط له المشكله وضعها في حجمها من غيير تتفيه.. وإذا لزم الأمر اعتذر لو كنت قد ارتكبت خطأ في حقه "والكمال لله"
في بعض الأحيان "ودي حالة شائعة في البنات" يكون عندهم صعوبة في إنهاء حالة النكد .. فمن الممكن يزيدوا البكاء والنكد... حاول ببعض الحزم أن ينهوا ما يفعلونه... وأطلب منهم يقترحوا حلول للمشكله... أطلب منهم أنهم ينهوا حالة النكد بالسنة النبوية... " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع" يتوضأ .. يشرب بعض الماء... يستعيذ....
o من المواقف التي تسبب غضب الأباء من الأبناء هي المذاكرة وتقدمهم الدراسي... غضب وعصبية من ناحية المربي للابن المقصر في دراسته... فكيف يتعامل المربي مع احساسه أنه يريد أن يجعل ابنه الأحسن في هذه الدنيا وفي نفس الوقت بدون
ضغط وعصبية:
حاول أن تجد الوقت المناسب للمذاكرة مع ابنك... ولا تختار أوقاتك يكون فيها مجهد أو غير مستع للمذاكرة..
حاول أن تستوعب امكانيات طفلك ولا تضغط عليه في أشياء تعلم حق المعرفة أنه لا يستطيعها... كالحفظ السريع...
إذا رأيت ابنك يفعل ما في وسعه ولكن النتيجة غير مرضية... شجعه ودعمه حتى يثق في نفسه ولا يمل من مجهود يتعبه ولا يؤت ثماره...
تذكر نفسك وأنت صغير ؟؟ هل كنت تحب أن يفعل معك والداك ما تفعله مع ابنك؟
حمسه وشجعه...ولا تحكم عليه لمجرد مستواه الدراسي...
لا تجعل الدراسة سببا في توتر علاقتكما ببعضكما... وإن حدث ذلك وفقدت أعصابك وأنت تقنعه بالجد والاجتهاد في العملية التعليمية فمن الصحي أن تبحث على مدرس يساعده في المذاكرة... وحافظ على علاقتك بابنك..
وفي النهاية يجب أن يعرف المربي أن الرفق في النصيحة يخلق الثقة .. الرفق في التربية يخلق الطاعة .. والرفق في الحب يخلق المودة .. ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه . ولا ينزع من شيء إلا شانه ) فتَرَفّقوا، فالرفق حياة.