Monday 8 August 2016

توقف.... لا أريد ذلك


أحضر الفطور بينما أسمع صوت أطفالي في الحديقة يلعبان ويضحكان وأشعر بالرضا أنني حباني الله بهذه النعمة وبأن لدى متسع من الوقت طوال اليوم لأرى العلاقة بين ابنتي وابني وترابطهما يقوى يوما بعد يوم وأحمد الله على قرار التعليم المنزلي لأن هدفنا من التعليم المنزلي في بيتنا لا يقتصر فقط على تعلم العلوم الأكاديمية ولكن تنشئة أطفالي على أخلاق عالية وشخصيات متوازنة سوية هي من أهم أهدافنا في التعليم المنزلي.




أكمل إعداد الفطور إلى أن أسمع عاليا تقول بصوت عالٍ ( stop it I don't like it ) أو (توقف ....لا أريد ذلك ) وأرى كريم ما زال يضحك ويحاول جذبها كي يتصارع معها وهي تقف وتضع يديها أمامه تمنعه وتقولها ثانية بصوت حازم وهو غير مبالٍ لها يجذبها ثانية ويحاول أن يجبرها أن تلعب معه سمعتها حينها تقول (كريم لقد قلت توقف وعندما يقول لك شخص ما توقف عليك أن تتوقف فوراً فهذه كلمة مهمة يجب تنفيذها فوراً، ألم تقل لنا ماما ذلك؟).



نظر كريم لعاليا وعلى وجهه نظرة بلاهة طفل لم يتم عامه الثالث بعد ولكنني أفهمها جيدا فكل ما يريد هو أن يلعب مع أخته وهي كانت مستمتعة باللعب معه منذ دقائق ولا يريد أن ينهي اللعب ويتوقف الأن. لكن الأمر لن يقتصر على مجرد اللعب فمع الوقت رغباته ستكثر وتتغير وإن لم يتعلم إحترام كلمة (توقف) من الأن ربما لن يستطيع أن يعي أهميتها بعد ذلك. 

توجد مفاهيم كثيرة نشأت عليها ووجدتها في المحيط الذي تواجدت فيه أحاول الأن تنقيحها ومعرفة أصلها و صلتها بديننا الإسلامي قبل تعليمها لأطفالي ولكن مؤخرا وجدت هذا المفهوم تائه أو شبه منعدم عند بعض الأشخاص ونادراً ما نتحدث عنه ونعلمه لأطفالنا.

فقد يكون الموقف عابراً ويحدث في أي منزل لكن لم يكن عابراً بالنسبة إلى فقد حاولت منذ أن فهمت ووعيت بأنني أنثى بأهمية أن أعني ما أقول وأقول ما أعني فمنذ صغري وأنا أرى إنتهاكات لحقوق نساء وبنات كثيرات بسبب عدم فهم الرجال من سن صغيرة كلمة ( توقف لا أريد ذلك) فدائما في مجتمعاتنا تترجم كلمة توقف بأنها محاولة لطلب المزيد وتجد ذلك في العديد من وسائل الإعلام بدءاً من ليلى مراد وأغنيتها التي تقول فيها عن بنات حواء (إن قلن لأ لأ يعني نعمُ) مروراَ بالأدبيات التي تشيطن الفتيات قويات الشخصية اللاتي لا ترضى بالخنوع والخضوع لشخص لمجرد أنه رجل، لذلك تنتهك حرمات وتضيع حقوق بسبب عدم تأصيل هذه الفكرة لدى الذكور من سن صغير. 

وأجد أن المسئولية الكبرى تقع على عاتقنا نحن الأمهات بحيث أنه علينا أولا أن نطالب من حولنا باحترامنا واحترام رغباتنا وأن نعني ما نقول ونقول ما نعني وأن نعرف معرفة تامة أن تربية الولد هامة جداً لأنه بدون وعي سينشأ على مفاهيم منحرفة بسبب مجتمع وممارسات شوهت العلاقة بين الذكر والأنثى وأخذتها من علاقة تعاون ومودة كما كان المثال في رسول الأنام صلى الله عليه وسلم وصحابته إلى علاقة سيد ومسود، رئيس ومرئوس للأسف.

 دورك أيها الأم هو إشعار ابنتك بأن لها الحق أن تعبر عن رأيها وأن ُيحترم هذا الرأي ودورك أن تعلمي ابنك أن كلمة لا تعني لا وكلمة توقف هي خط أحمر لا يتعاداه فما قد يراه مجرد مزحة مع شخص ما قد تكون إهانة وجرح لهذا الشخص. 

عندما بدأت عاليا تعبر عن ضيقها من بعض تصرفات بعض الأولاد في درس اللغة الاسبانية الذي تحضره شعرت أنها قد بدأت رحلتها مع هذا العالم الملئ بالمفاهيم الذكورية المنحرفة المتغلغلة في عقول العديد من الذكور منذ نعومة أظافرهم والتي ربما رأوها في تعامل أبائهم لأمهاتهم أو تعاملهم مع أخواتهن وعدم نهيهم عنها أو ربما يتم تشجيعها كأنها علامة على الذكورة والرجولة.
لذلك بدأت في تعليم أطفالي من الأن أن يكونا حاسمين ولا يترددا في إيقاف كل من لا يشعران تجاههم بالراحة سواء في حديثهم معهما أو مزاحهم وأخذت أنا وأبيهما على عاتقنا احترام رغبات أطفالنا حتى في اللعب والدغدغة وتدربنا كثيراً على لعبة (توقف... لا أريد ذلك) فبمجرد سماعنا لتلك الكلمات نتوقف فوراً حتى وإن علمنا أنهما يريدان المزيد من اللعب لنريهما أهمية إحترام كلمة توقف.

يبدأ هذا المفهوم بالتأصل لدى الولد عندما يرى نماذج من أشباه الرجال يسيئون معاملة المرأة حوله ويزداد هذا التأصل أضعافاً اذا ما رأى هذا النموذج في والده ووالدته. ثم يكبر قليلاً ويجد الولد نفسه وهو يضرب أخته او ابنة عمه ولا يتوقف عندما تطلب منه ذلك ويضحك المحيطين ويقولون مازحين للفتاة ( نعمل ايه اصله ولد هو كدة بيحبك) وتتأصل فكرة ان الإهانة للمرأة تعني حباً وتقديراً لها بل أنها اذا طلبت التوقف فهذا يعني أنه عليه مدها بالمزيد.

ويكبر ويكبر ويجد أنه بين أصحابه عليه أن يثبت نفسه ورجولته من خلال جمع عدد نقاط أكبر والتباري في إهانة المحيطين به من النساء بل أصبحت الإهانة بالأم لدى الشباب أمراً عادياً وإذا اعترض الشاب تلقى اتهامات بانه رجلاً ضعيفاً ولا يتمتع بصفات الفحولة الكاملة.

حال مؤسف وصلنا إليه وللأسف ما يصل لهذا الطفل -الذي أصبح شاباً الأن- بأن التحرش أمر طبيعي بل وجيد لأنه بذلك يثبت لنفسه أنه يستطيع أن يهين المرأة ولا يهمه ما تريد أو ما لاتريد المهم ما يريده هو ويزيد هذ المفهوم المنحرف يتأصل في عقل الشاب يوماً فيوماً فيجعله يصل للإغتصاب حتى وإن لم يكن إغتصاباً فعلياً ولكن إغتصاب حقوق المرأة في الاحترام والرعاية وفي فرص العمل وإغتصاب حقها في تعبيرها عن رأيها ويصبح لهذا الشاب -الطفل من قبل- فكراً معوجاً مشوهاً ينقله لأطفاله فيما بعد ويكون لعنة على كل من تحيطه من بنات حواء وقد لا يشعر بهذا أصلاً وذلك لأن البداية كانت عدم وعيه أو بالأصح عدم توعيته بأهمية كلمة (توقف... لا أريد ذلك).


2 comments:

  1. المقال جميل وفعلا كثيرمنالايعلم معنى كلمه توقف

    ReplyDelete
  2. هل تحتاج إلى بطاقة الصراف الآلي هاكد مع بين؟

    هل تعرف يمكنك الإختراق في أي آلة الصراف الآلي ماتد (أتم) مع بطاقة الصراف الآلي اخترق ؟؟
    انظر كيف يعمل، وهي بطاقة كروونيد يسمى بطاقة الصراف الآلي فارغة، وهذه البطاقة هو استخدام لسحب النقدية في أي جهاز الصراف الآلي، وقد تم برمجتها بطاقة مع برنامج لاختراق أي جهاز الصراف الآلي، وذلك مع هذه البطاقة، سوف تكون قادرة على سحب النقدية، هذه البطاقات تأتي في فيزا / ماستركارد. ولذلك فإنه يعمل في أي ماكينة الصراف الآلي التي تقبل فيزا / ماستر كارد في جميع أنحاء العالم. طلب للحصول على بطاقة الصراف الآلي فارغة الآن والحصول على الملايين في غضون أسبوع !:

    الأسئلة المتداولة (الأسئلة المتكررة)
    على مسار تقديم هذه الخدمات، لقد وصلنا عبر العديد من العملاء مع أسئلة مختلفة لذلك يهدف هذا إلى الإجابة على بعض الأسئلة التي قد تكون لديكم:
    1: هل أنت بيع المال؟
    لا، نحن لا نبيع المال. إذا قرأت مشاركتنا بشكل صحيح سوف تفهم كيف يعمل هذا كله.
    2: هل هذه الخدمة متاحة لبلدي؟
    نعم، خدماتنا متوفرة في جميع أنحاء العالم
    3: كيف يمكنني الحصول على بطاقتي بعد المدفوعات؟
    نحن سفينة عبر دل، معيار الشحن عادة يأخذ 7 أيام. كل ما نحتاجه هو اسمك الكامل والعنوان

    لمزيد من الاستفسارات،
    الاتصال بنا مع:
    البريد الإلكتروني: immaculateblankatmcard@gmail.com
    البريد الإلكتروني: immaculateblankatmcard@yahoo.com

    ReplyDelete