لماذا مسلموري؟

أود أن أقدم تعريف سريع بطريقة المنتسوري

انه أسلوب تربوي يمنح أطفالكم الشعور بالثقة والاستقلال. تنسب طريقة المنتسوري للطبيبة الايطالية ماريا منتسوري التي ولدت عام 1870 وتوفيت عام 1957 حيث توصلت إلى أن التعليم يبدأ من رحم الأم وأن السنوات الأولى من عمر الطفل هي الاكثر أهمية في تكوين شخصيته المستقلة.

وقد بدأ تعليم هذه الطريقة منذ سنوات قليلة في مدارس بالعالم العربي ولكن لم تنتشر بعد كطريقة للتعليم المنزلي أيضا. فالاباء والامهات قد يستخدمون هذه الطريقة في تربية وتعليم الاولاد بالمنزل مثلما بدأت وسأفعل باذن الله مع ابنتي لذلك بدأت هذه المدونة.

هذه الطريقة التربوية الحديثة -والتي تعد من أفضل الأساليب التربوية - تمنح الطفل مزيداً من الثقة وتدربه على الشعور بالأستقلال منذ سنواته الاولى، حيث تركز هذه الطريقة على الطفل منذ لحظة الإنجاب مروراً برعاية حديثي الولادة ومن ثم تدريس الأطفال إلى مرحلة الثانوية وتعمل البيئة المهيأة بصورة جيدة والمشتملة على أدوات مختارة بعناية على جذب الطفل للعمل والتركيز فيه والأستمتاع به في آن واحد فهي قائمة على استخدام الطفل ليديه والتحكم في الوسائل التعليمية الحسية المختلفة والقدرة على أستخلاص المعلومات واكتساب المعرفة ومنها يتطور خياله الأبداعي.

منتسوري ليست طريقة تدريس مختلفة فحسب، أو مجرد أدوات خشبية تساعد الأطفال في فهم الحساب أو إتقان اللغة. أو أنها وكما يظن الكثير موجهة بالأساس للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة. بل هي أسلوب حياة في حد ذاتها. أسلوب راقٍ في التعامل مع الطفل، يفرض عليك احترامه لا تدليله أو تعنيفه، و توفير المحيط الملائم لتنشئته تنشئة سليمة منذ اللحظات الأولى من حياته لمساعدته على اكتشاف العالم بطريقته و بمختلف حواسه، محيط بسيط وليس بالضرورة مُرَفَّه.

اليوم، وأمام ما يواجهه الآباء من صعوبات حقيقية في تربية أبنائهم، وتقويم انحرافاتهم السلوكية. أمام هشاشة شخصياتنا و قلة مكتسباتنا المعرفية، نُسَلِّم بفشل وسائلنا التربوية و أدواتنا التعليمية.

فما أحوجنا اليوم كأمَّة عربية ومسلمة للاستفادة من فلسفة منتسوري، واتباع مبادئها في التربية بشكل عام والتعليم بشكل خاص.

منذ بدأت اطلاعي وبحثي عن الطريقة وجدت كم هائل من المدونات والمقالات الانجليزية التي تتناول هذه الطريقة وفي المقابل قلة المعلومات المتاحة عن الطريقة باللغة العربية وفوجئت أن علمت أن معظم المدارس والحضانات التي تتبع الطريقة بالعالم العربي يستخدموا المصطلحات والمسميات الانجليزية في التعليم وأردت أن نبدأ أنا- من خلال المدونة- وأنتم - من خلال التعليقات- أن نعرب الطريقة ونجعلها تتماشى مع لغتنا العربية وقيمنا ومبادئنا كمجتمع عربي وإسلامي.

من هنا كان اختياري لاسم مسلموري وهي طريقة المنتسوري بطعم الاسلام :)

سأحاول في المقالات التالية باذن الله التعريف أكثر بتاريخ الطريقة وشرحها بشكل مفصل وعرض كيفية تطبيقها في المنزل وكيفية ربط القيم الدينية بها.

اذا أعجبتك المدونة أو المقال أو لديك سؤال من فضلك قم بتركه في التعليقات. :)